يتسائل سائل ما الاسباب التي ادت الى الاقبال على الصناعات الاجنبيه، وهو لا يدرك التفصيلات الكاملة حول هذا الأمر الذي لا يعدوه أي انتقاص بل مسائلة شائكة على إثرها بات العديد من السعوديين يبحث عن إجابات عنها وعليها، وفي الآونة الأخيرة برزت تساؤلات عديدة تشير إلى أن عمق كبير في الاقبال على الصناعات الاجنبية تشهدها المملكة العربية السعودية بشكل متلاحق، وفيما يلي استفاضة في الحديث الكبير عن ما الاسباب التي ادت الى الاقبال على الصناعات الاجنبيه ودلالاتها التي باتت على السطح ظاهرة.
ما هي الاسباب التي ادت الى الاقبال على الصناعات الاجنبيه
على شكل بنود قصيرة كان الحديث عن الاسباب التي أدت إلى الاقبال على الصناعات الاجنبية واضح ومشمول بكل التفاصيل التي نوردها فيما يلي.
- فقدان الثّقة في المنتج المحلي، المواطنون العرب يؤمنون بتقدم الحضارة الغربيّة ويرون أنّ مظاهر تقدّمها تؤثر إيجابياً على إنتاجها وصناعاتها، وبالمقابل يفقدون الثّقة بالصّناعات المحلّيّة بسبب ما يرونه من مظاهر تخلّف في الدّول العربيّة والإسلاميّة ويعتقدون بالتّالي شمول هذا التّخلف صناعات وإنتاج تلك الدّول.
- التّهافت غير المبرّر وغير المدروس على الصّناعات الأجنبيّة، فهناك الكثير من العرب الذين ينخدعون ببعض الصّناعات ويتهافتون على شرائها لمجرّد علمهم أنّها أنتجت في الغرب من دون أن تكون بالضّرورة صناعات تتميّز بالنّوعيّة والكفاءة، وقد يكون هناك بديلٌ عربي أو إسلامي فعلي لهذه المنتجات والصّناعات الأجنبيّة ويضاهيها ويتفوّق عليها في الجودة.
- طول العمر الافتراضي للمنتجات والصّناعات الأجنبيّة، فالصّناعات الأجنبيّة تتميّز بأنّها تدوم أكثر من الصّناعات المحليّة نظراً لأنّ المواد الخام المستخدمة فيها أفضل من المواد المستخدمة في الصّناعات المحلّيّة، كما أنّ كفاءة الأيدي العاملة وقدرتها العلميّة والعمليّة والمعرفيّة تجعلها قادرة أكثر على إنتاج صناعات تدوم أكثر من الصّناعات المحلّيّة.
نوعيّة وجودة الصّناعات الأجنبيّة، فالصّناعات الأجنبيّة غالباً ما تكون صناعات تتميّز بالنّوعية والكفاءة، فما ينفق على الصّناعات الأجنبيّة من أموال وما يعدّ قبل عمليات التّصنيع من دراساتٍ وبحوث تضمن إخراج صناعات على قدرٍ عالٍ منن الجودة، وليس بخافٍ علينا الصّناعات اليابانيّة الّتي تمتاز بالجودة العالية والكفاءة الّتي تجعل النّاس يتهافتون على شرائها ويطلبونها باسم علاماتها التّجاريّة المشهورة من المتاجر والأسواق، بينما تتّسم كثير من الصّناعات المحلّية بسوء النّوعيّة ورداءة الجودة على الرّغم من أنّ بعضها أصبحت تتجاوز هذه الصّفة لتنافس الصّناعات الأجنبيّة أحياناً. - التّنافسيّة في الأسعار، فعلى الرّغم من أنّ بعض الصّناعات الأجنبيّة على درجةٍ عالية من الجودة، إلاّ أنّها تنافس مثيلاتها من الصّناعات المحلّيّة في الأسعار، ولا شكّ بأنّ هناك أسباباً تؤدّي إلى التنافسية في الأسعار منها على سبيل المثال لجوء الدّول الأجنبيّة الى تصنيع منتجاتها في دول تتميّز بانخفاض كلف تشغيل الأيدي العاملة، ممّا يقلّل من تكلفة المنتج النّهائيّة وتجعله قادراً على التّنافس بين الصّناعات المختلفة.
اسباب الاقبال على المنتوجات الاجنبية
الدراسات برفقة الاحصائيات تشير إلى أن الكثير من الأفراد ليلجأ إلى إقتناء وإشتراء المنتوجات الاجنبية في محاولة لسد ثغرة من الثغرات.
تجني شركات الألبسة الأوربية والعلامات التجارية المشهورة مابين 25 إلى 30 في المائة من إجمالي مبيعات الألبسة والأحذية في السعودية أي نحو ثلث إجمالي ما ينفقه المستهلك السعودي على هذا النوع من البضائع والتي بلغت نحو 50.7 مليار ريال عام 2009 ومن المتوقع أن يصل حجم الأنفاق على هذا النوع من البضائع إلى 93.3 مليار عام 2025.
حيث وأشار التقرير كذلك إلى أن حجم استهلاك الألبسة والأحذية أرتفع بنسبة 36.6 في المائة عن الأعوام السابقة مرجعاً أسباب هذا الارتفاع لأسباب منها ارتفاع الأسعار بسبب التضخم وزيادة عدد السكان وخاصة من الشباب إضافة إلى ميل الجيل الجديد من الذكور للملابس الأوربية وكذلك زيادة عدد الأسواق التجارية، ومن الأسباب التي ذكرت أن زيادة نسبة النساء العاملات زاد من نسبة استهلاكهن للألبسة فبحسب التقرير تحتل الملابس النسائية المرتبة الأولى من حيث حجم الاستهلاك تليها ملابس الأطفال ثم الملابس الرجالية وفي المرتبة الأخيرة الملابس الرياضية.
وهذه الزيادة تحتاج منا لوقفه لدراسة أسباب تغير سلوك المستهلك السعودي لمعرفة الأسباب التي أدت لرواج ألألبسة الأوربية والأمريكية دون غيرها وكيفية الاستفادة اقتصادياً من هذه الزيادة المضطردة. فالألبسة تصنف لثلاثة أنواع وهي كالتالي النوع الفاخر من حيث الخامات وجودة الصناعة ويصنف تحت وصف ” High-End ” التي عادة تستورد من أمريكا والدول الأوربية.
ونوع أخر يصنف كـ ” Low-End” ويتميز هذا النوع من الألبسة برخص أسعاره إلا أن جودته متدنية وهذا النوع من الألبسة يستورد من الصين والهند في أغلب الأحيان. وهناك نوع ثالث يأتي في المنتصف تكون الجودة متوسطة وكذلك الأسعار.