ما الفرق بين العفو والصفح ليس كبيرًا، وهُنالك العديد من التعريفات التي سنتعرّف عليها لنجيب عن هَذا السؤال، حيث التعرِيف مُتقارب بين الإثنين لكن الخِلاف في النتيجة لا أكثَر وسنعرف ذلك من خِلال هذا فهرس، فالعفو والصفح عند المقدرة هو أعظم الأعمال التي يُؤجر عليها المسلم إذا ما قَام بها عن طيب خَاطر ليحصل على الثواب من الله عز وجل، وليس من السّهل أن يكون الإنسان عفوًّا أو صفُوحًا، حيث يجاهد نفسه على ذلك وهذا هو السِّر في الثواب الذي يحصل عليه من الله سبحانه وتعالى، وسنتعرف على ما الفرق بين العفو والصفح الآن.
الفرق بين العفو والتسامح في اللغة
سنتعرّف على الفرق بين كُل من العفو والمسامحة والصفح والغفران كما جاءت في اللغة مع أن الفروقات بينهما متقاربة إلى حدٍ ما.
- العفو هو إسقاط العقوبة بدون إسقاط الذنب، فمن عفا عن أحد فقد امتنع عن العقوبة مهما كانت إلا أن المؤاخذة عن الذنب لا تسقط. أصلِ العَفو هو المَسح والذهاب بسبَب القدم، فسميّ كذلك لأن العقوبة تمسح عن المذنب.
- المسامحة هي إسقاط المؤاخذة واللوم بغض النظر عن إسقاط العقوبة عن المذنب، فالمسامح يترُك المؤاخذة واللوم ويتصرف كأن شيئا لم يكُن إلا أن المذنب قد يكون عوقب وانتهى أمره، أصل المسامحة هو السماح، أي الجود، فالمُسَامِح قد جادَ على المذنب بأن ترك المؤاخذة.
- الصفح هو التجاوز عن المذنب تماما بترك مؤاخذته وعقابه، أصل الصفح هو إبداء صفحة جميلة من الوجه ومنه قلب الصفحة أيضا، فالصفح أعلى من العفو والمسامحة.
- الغفران أو المغفرة هو إسقاط العقوبة والمؤاخذة ولكنه يزيد عن الصفح بأن الغفران يوجب الثواب للمغفور له وثوابه بأن يستُرَ أو يخفى ذنبه، أصل الغفران هو الإخفاء والستر.
الفرق بين العفو والصفح
سنتعرّف هُنا على الفرق بين العفو والصفح كما جاء على لسان كبار مختصي اللغة حيث سيكون التعريف مبسطًا.
قال الراغب الصفح ترك التثريب، وهو أبلَغ من العفو وقد يعفو الإنسان ولا يصفح.
وقال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه. ويدل عليه قوله تعالى: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا (البقرة)، ترقيًا في الأمر بمكارم الأخلاق من الحُسن إلى الأحسَن، ومن الفضل إلى الأفضل).
وقال القرطبي: (العفو: ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح: إزالة أثره من النفس، صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه).
الفرق بين العفو والغفران
الفرق مُتباين هنا عن سابقاتها مِن التعريفات، حيث سيدون التعريف مرتبطًا بأدلة من القرأن والسنة:
أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب ولهذا لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلا، والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته.
الفرق بين العفو والذل
الفرق بين العفو والذل مع أن النتيجة أحيانا تكون واحدة إلى أن أحدها يكون عند المقدرة والأخرى يكون عندما لا يكون للإنسان لا حل ولا قوة.
أن العفو إسقاط حقك جودًا، وكرمًا، وإحسانًا، مع قدرتك على الانتقام، فتؤثر الترك رغبة في الإحسان، ومكارم الأخلاق.
بخلاف الذل، فإنّ صاحبه يترك الانتقام عجزًا، وخوفًا، ومهانة نفس، فهذا مذموم غير محمود، ولعل المنتقم بالحق أحسن حالًا منه. قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (الشورى).