سبب نزول ايه قد سمع الله قول التي تجادلك على رسولنا الكريم، فمَن يقرأ الآيات القرآنية يخطُر بباله لماذا نزَلت هذه الآيات القرآنية وما الرّسالة الي يريد رب العالمين أنّ يُوصّلها لنا في هذه الآيات الكريمة، لهذا يُوجد الكثير من كُتب التفسِير التي فسَّرت الآيات القرآنية جمِيعها، وأظهرت أسباب النزول والقصص التي سردَها القرآن الكريم للنبيين والصديقين والصالحين، فالقرآن هو دستور لكُل مكان وكل زمان، وكل آية في القران الكريم تحمل العبر والعظات الكثيرة، لهذا سوف نضع بين أيديكم في مقالنا سبب نزول ايه قد سمع الله قول التي تجادلك من سورة المجادلة.
اسباب نزول ايه قد سمع الله قول التي تجادلك
كل آية في القرآن لها سَبب نزول، وسبب نزول اية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها هي امرأة للصحابي اوس بن الصامت رضي الله عنهما، حيث قام زوجها اوس بن الصامت قد ظاهر زوجته اي طلقها في الجاهلية، وذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي اليه، فسمع الله سبحانه وتعالي شكوى هذه الامراة وانزل حل لقضيتها على نبيه الكريم وقال تعالى في كتابه الكريم (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) اي التي تجادلك في شان تريد حلا له منك، والسمع هنا ان الله يرى ويسمع من فوق العرش وقد قالت عائشة رضي الله عنها، ان الله تبارك وتعالى لذي وسع سمعه الأصوات والله إني لفي الحجرة وإنه ليخفى عليّ بعض حديثها والله جل وعلا فوق عرشه عالٍ على خلقه سمع قولها ثم بين الله عز وجل أن الله يسمع تحاورها مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه تعالى سميعٌ بصير قد وسع سمعه الأصوات فما من صوتٍ خفيٍ ولا بين إلا وهو يسمعه سبحانه وتعالى وما من شيء يُرى إلا وهو يراه سبحانه وتعالى سواءٌ كان خفياً أم بيناً، وبعد ذلك اظهر الايات الكريمة حكم القضية وهي الظهار بانها منكر من القول وهي زور وكذب من اشد الكذب، فكيف تكون الزوجة التي احل الله لك جماعها كامك التي حرم الله عليك جماعها لما فيه من اثم وتحريم كبير، والزوجة هي حلال لك، فكيف تشبه الحرام والحلال ببعضهم، لهذا اعتبره الله قول منكر ومضاد لحكم الله عز وجل، فالله عز وجل يعفي ويغفر للانسان اذا طلب العفو والمغفرة، ومن جهة الزوجة فانه لا يجوز لاوس ان يمس زوجته حتى يفعل امر الله به ويعتق رقبة فان لم يجد فصوم شهرين متتابعين قبل ان يمسها فان لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قبل ان يمسها، وفي هذا عقوبة كبيرة من الله عز وجل والكفارة عليها شديدة، وذلك دليل على عظم الظهار وحرمانية وكبر الظهار اي الطلاق، لهذا على الانسانان يتقي الله عز وجل في نفسه والا يظاهر من زوجته لما فيه من الزور والمنكر والاضرار، هذا والله اعلى واعلم .