سنتعرف سويًا على جهود المملكة في تطوير محطات تحلية المياه، حيث يُعاني العالم بأسرِه من مُشكلة شُحّ المياه، وتختلف نِسب هَذه المشكلة من بلدٍ إلى آخر فهناك دولًا يوجد فيها مصَادر طبيعية للمِياه الصالحة للشّرب مثل الأنهار وبحيرات الماء العذب ممّا يُساهم في التقليل من مُشكِلة شُحّ المياه ولو باليسِير منه، لكِن أسباب شح المِياه مُتعدّدة، فمنها أسباب تتعلق بالأشخاص ومدى وعيهم ومحافظته على المياه المتوفرة لديهم بعدم إهدارها، وشقة يتعق بتلويث مياه الشرب من قِبل حفنة من رأس ملايين لا يكترثُون سوى لأرقام حساباتهم البنكيّة التي تتضخّم بستمرار، وسنتعرف على جهود المملكة في تطوير محطات تحلية المياه للحدّ والتصدي لمشكلة شح الميياه قبل تفاقمها.
تطوير محطات تحلية المياه في المملكة
تسعى المَملكة ومُنذ القِدم إلى أنْ تُوفّر سُبل الراحة والرّفاهية إلى أبناء الوطن، حيث تعاني المملكة من شح في المياه العذبة الصالحة للشّرب وذلك لطبيعتها الصحراوية حيث قلة الأمطار وقلّة المياه الجوفية.
سَعت المملكة ومُنذ القِدم بتأمين إحتياجات المواطِنين من المياه بكافّة الوسائل والإمكانيات المتاحة، لم يكُن هنالك سبيل سوى تحلية مياه البحر المالحة لتوفير العجز في كميات المياه العذبة، فلم تتوانى المملكة في تحقيق هذا الأمر ولو لبرهة واحدة.
سارعت إلى إنشاء محطّات التحلية التي تنتشِر على طول الساحل السعودي ولم تكتفي بذلك فقط بل عملت على تطويرها وتحديثها على الدوام كما قامت بإنشاء محطات إضافية لتعويض الفارق في النقص الذي تسببه الزيادة الطبيعية للسكان.
وتمتلك المملكة الأن أكبر و أحدث عدد من محطات التحلية في العالم بأسره، حيث تعد المملكة أكير منتج للمياه المحلاة في العالم، وتستحوذ المملكة على 30% من الطاقة الإنتاجية العالمية.
وقد أنفقة المملكة حواي 25 مليار دولار أمريكي في بناء وتطوير وتشغيل محطات تحلية المياه المالحة. حيث تنتح هذه المصانع حوالي 3.3 مليون متر مكعب يوميًا بكلفة تصل إلى 100 مليون دولار تقريبًا، حيثُ تَمّ تجهيز شبكة أنابيب ضخمة لنقل المياه من الساحل الشرقي والساحل الغربي للمملكة إلى كافة مناطق المملكة.
وفي أخر التطورات التي قامت بها المملكة تمّ إنشاء مجموعة من محطات الكهرباء وتحلية المياه المشتركة والتي تقوم بإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر في آنٍ واحد.
كما وتم إنشاء محطات تحلية مياه الصرف الصحي وتعد الأكبر في العالم بقدرة إنتاجية هائية جدًا، لكن كل هذه المساعي تذهبُ سُدى أمام الإسراف في إستهلاك المياه، فلا بد أن نكون أكثر حرصا على المياه وذلك بترشيد إستهلاك المياه وتجديد شبكة الأنابيب المتهالكة في بعض المناطق التي تسريب كميات كبيرة من الماء التي نحن بأحوج منا يكون إليها.