قبل أن نتعرّف على العصر الذي ولد به الجاحظ، سنتحدّث أولًا عَن من هُو الجاحظ، أنّه عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري، الملقب بأبو عثمان، وسميه بالجاحظ لجحوظ عينيه، وهو اديب عربي، ومن كبار الادباء العرب الذين برزو في العصر العباسي.
وُلد الأديب أبو عثمان في مدينة البصرة بالعراق، ويذكر أنّه من أُسرةِ فقيرة جدًا، وعن أُصوله ذكر البعض أنّه عربي، والبعض قال أنّه من الزنوج، والدليل لون بشرته السوداء، ولكنه فصح عن ذلك بمقولته الشهيرة أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة، وفي هذا فهرس سنتعرف على العصر الذي ولد به الجاحظ.
بحث عن الجاحظ مختصر
عرف الجاحظ على انه خفيف الروح والفكاهة، وكانت كتاباته لا تخلو من التهكم والهزل، ويعرف علنة طالب للعلم منذ سغرة، وبدأ تكريس حياتة للعلم منذ تعلمة القران الكريم، وبعض من الاحكام على يد المشايخ المتواجديد في قريته، ونتيجة الفقر الذي ساد اسرته اجبر الجاحظ على العمل في سن ممبكر، حيث عمل في بيع الخبز والسمك اثناء النهار، وفي نهاية نهارة يذهب ليشتري بعض من القصاقيص الورقية ليقرأها.
ولد الجاحظ زمن الخلافة العباسية عام 150، وتوفي عام 255 في عهد خلافة المهتدى بالله، وبهذا يشار الي انه خاض اثنا عشر خليفة عباسي، وهم الرشيد والأمين، والمأمون والمعتصم، والمهدي والهادي والواثق، والمستعين والمعتز، والمتوكل والمنتصر والمهتدي بالله، وتعد العصور العباسية زروت الثقافة والانفتاح الثقافي والعلمي، مما اتاح الفرص امام الجاحظ ليكتسب الكثير من العلم والمعلومات القيمة.
وان ميول الجاحظ للقرأة والكتابة بشكل كبير في ذلك العصر بات واضحًا، مما دفع امه من التبرأة منه، وبرغم من ذلك الا انه اصر على مواصلة المطالعة والقراة، وبرز اهتمامة في مجال الادب، حيث انه لم يكتفي بقراة الكتاب وعن كاتبه في اليوم الواحد فقط وانما كان يكتري دكاكين الورقيين لمتابعة ومواصلة القراة بين الفينة والاخرى، ولم يقتصر دورة في الكتابة فقط ونما كان بليق جدا في رواياته الادبية التي اشتهر بها قبل وفاته.