هل يجب على الزوجة خدمة زوجها، الزواج سنة الله في هذه الحياة ،قال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )، فقد جعل الله الزواج هدوءاً وسكينة ومودة ورحمة بين الزوجين ليكون كل منهما لباساً للآخر، وغطاءً له وستراً عليه، وحتى يتم تطبيق ذلك فلا بد أن يكون على كلٍ من الزوجين معرفة واجباته تجاه الآخر وتأديتها على أكمل وجه حتى تستمر الحياة بسكينةٍ وطمأنينة.
واجبات الزوج تجاه زوجته
تقع على الزوج مسؤولية كبيرة تجاه زوجته، فهو كما قال رسول الله في الحديث الشريف: ( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) فهنا الزوج مسؤول عن جميع أمور أسرته تبدأ بعقد القران على الزوجة وما يلتزم به من مهر مؤخر ومعجل، ثم النفقة على زوجته وأبنائه وذلك يكون بتوفير المسكن والملبس والمأكل والمشرب وهذا من الناحية المادية، كما ويجب عليه حسن المعاملة والعشرة والرفق بالزوجة والأبناء إن رزق بهم ومن باب الرفق بها مساعدتها في تأدية أعمالها المنزلية.
واجبات الزوجة تجاه زوجها
كما أن على الزوج واجبات تجاه زوجته ،كذلك على الزوجة واجبات تجاه زوجها كما في قول الله تعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فيجب على المرأة طاعة زوجها ومعاشرته بالمعروف، وهذا يكون بتنفيذ ما يرضيه من عدم الخروج من البيت دون إذنه، وعدم السماح لأحد بدخول البيت وهو غائب، والمحافظة على بيته وخدمته.
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها
للعلماء رأيان مختلفان في هذه المسألة، فبعض من جمهور الفقهاء يرى وجوب خدمة المرأة لزوجها، وأنه واجب عليها، واستشهدوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: (كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل)، وكذلك ثبت أن فاطمة بنت رسول الله -رضي الله عنها- كانت تخدم زوجها حتى أجهدها ذلك وشكت للنبي فحكم عليها بالعمل داخل البيت، وعلى علي رضي الله عنه بما هو خارج البيت، والبعض الآخر يراه عادة وعرفاً وليس واجباً على الزوجة، والزوج يستقدم من تخدمه.
والأصل لدينا وما هو متعارف عليه هو خدمة المرأة لزوجها في شؤون بيته ورعايته والمحافظة عليه.