من اسئلة ما قبل القراءة، إن القراءة للروح شفاء وللعقل غذاء، هي أول ما أمر به الله سبحانه وتعالى نبينا الحبيب صل الله عليه وسلم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى: (اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق(1) خلَقَ الإنسانَ من علَق(2) اقرأ وربُّكَ الأكرم(3) الَّذي علَّمَ بالقلَم(4) علَّم الإنسانَ ما لم يعلم(5))، وهذه أول الآيات التي نزلت على سيدنا وحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم والتي تحمل أسمى معاني ديننا الحنيف وأرقى رسالة على وجه الكرة الأرضية ألا وهي رسالة نشر العلم والاهتمام بالقراءة، فهذا كان أول أمر إلهي لنا من الله عز وجل وأن حضارة الأمم لا تقوم إلا بالقراءة والعلم، وهناك مبادئ وأسس للقراءة الصحيحة وأولها كما علمنا الله في كتابه هي البداية بسم الله الذي خلقنا وخلق لنا هذا الكون الواسع كما قال تعالى: ( اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق) وفي مقالنا هذا سنتناول الحديث عن القراءة وتوضيح مفهومها وفوائدها و سنذكر من اسئلة ما قبل القراءة.
القراءة
القراءة هي أول أمر إلهي من السماء نزل في أول آيات القرآن الكريم على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في سورة العلق، فالقراءة هي وسيلة وطريقة للفهم والاطلاع والبحث عن المعرفة والتأمل في هذا الكون الواسع وخلقه، فهي عملية تتم من خلالها المعرفة والإلمام بما كتبه الكاتب للوصول إلى الهدف المنشود، وبذلك نتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى التي ترجمت على شكل حروف خطت وكتبت في كتب أو قصص أو مقالات أو روايات أو غيرها من أشكال الكتابة المختلفة، فكان المقصد من وراء الأمر الإلهي في سورة العلق ( اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق ) هو الوصول إلى المعنى من وراء هذا الأمر والهدف المنشود من ارساء قواعد المجتمع الإسلامي على القراءة والعلم.
أنواع القراءة
أنواع القراءة، القراءة هذا الأسلوب المعرفي الذي يمكننا من فهم ومعرفة والتوصل إلى الثقافات والحضارات الأخرى، وللقراءة أنواع وأشكال متعددة هناك قراءة علمية وقراءة روايات وقراءة نوتات موسيقية ونحوها حيث تختلف هنا التسميات باختلاف محتوى الكتاب والهدف منه ونذكر لكم في مقالنا هنا أنواع القراءة.
القراءة الصامتة
القراءة الصامتة: وهي تلك القراءة التي تكتفي فيها بإمساك الكتاب، والاطلاع على محتواه والبدء بتحليل معانيه والمقصود من ورائه، وقدرتك على معرفة طريقة الكتابة والتمييز بين عناوين الكتاب الرئيسية وعناوينه الفرعية، وقدرتك على استخلاص الهدف من كل جزئية، واختيار العناوين المناسبة للقراءة، ومن ثم يتبين فهمك للنص المقروء من خلال قدرتك على وضع عنوان مناسب للفقرة التي قرأتها واستوعبتها وفهمت المقصد من ورائها.
القراءة الجهرية
القراءة الجهرية: هي قراءتك للكتاب أو النص الذي بين يديك قراءة جهرية واضحة خالية من أي خطا لغوي، تخرج حروف النص من بين شفتيك سليمة من مخارجها الأصلية، وقدرتك الذاتية على العيش والاندماج في النص المقروء بحيث تستطيع التعبير بطبقات صوتك عن محتوى هذا النص المقروء، فجمل الحزن تعطي في صوتك نبرة حزن، وجمل الحماسة تثير بصوتك حماسة من يسمعك، وجمل الاستغراب تجعل من يسمعك تقرأ يعر بالاستغراب اكثر منك، وهكذا تستمر بالقراءة مع مراعاة علامات الترقيم المستخدمة فتقف عند ما يجب عليك الوقوف عنده.
ما هي أسس القراءة؟
ما هي أسس القراءة؟ إن القراء هي وسيلة معرفية تمكننا من الحصول على ما نشاء من المعلومات المتنوعة والمختلفة، والقراءة هي أسلوب من أساليب الوصول للمعرفة ولذلك فهي لها أسس يتم اتباعها للوصول إلى الهدف المنشود بطريقة صحيحة وهنا نذكر لكم ما هي أسس القراءة؟
- يجب أن تكون عزيزي القارئ مجيداً لحروف الهجاء ولديك معرفة تامة وصحيحة بالحرف ونطقه وشكله الصحيح.
- إذا أردت القراءة عن موضوع معين فلابد من أن يكون لديك خبرة ومعرفة ولو صغيرة عن موضوع القراءة، تمهد لك المقدرة على الفهم الواسع والصحيح للنص.
- القراءة تعتمد على هدفك من القراءة سواء هذا الهدف علمي بحت أو أنك تقرأ فقط للتسلية، فهذا يحدد ما إذا كان النص الذي تريد قراءته معقداً أو بسيطاً وهذا ما يلعب دوراً في طريقتك لقراءة النص واستيعابك للموضوع.
- لتكن قارئ جيد فلا بد من مداومتك واستمرارك في القراءة المختلفة والمتنوعة.
- قدرتك على الفهم والاستيعاب هي التي تتحكم في اختيارك للمادة المقروءة.
- عند بداية القراءة عليك التركيز وصب انتباهك وحواسك على النص المقروء لتتمكن من استخلاص العبرة والهدف من النص المقروء.
ما هي أهمية القراءة؟
ما هي أهمية القراءة؟ إن القراءة هي نهج قرآني ومنهاج سماوي جاء به ديننا الحنيف، فالقراءة تغذي العقل وتجعل فيه من المعرفة والعلم مايجعل صاحبه غنسان واعي مثقف، وبذلك فإن المجتمعات التي تنتشر فيها القراءة بشكل كبير هي مجتمعات واعية وراقية، لأن أفرادها مستمعون جيدون واعون بأن كثرة الكلام لاجدوى منها بدون وعي ومعرفة، حيث كل فرد يصبح قادر على التركيز والتحليل والاستيعاب لكل ما يدور حوله، وعند وصوله من الهدف للشخص الذي أمامه فإنه إذا انتقد ينتقد بوعي ودون تجريح، كما انه يقبل انتقاد الآخرين له، فالقراء نمط جيد لحياة الإنسان تحثه على التركيز والتامل واستخدام كافة حواسه وقدراته العقلية والذهنية للفهم والاستيعاب، فيصبح قادراً على توجيه نفسه والتحكم بها نحو الأفضل، لذلك استهل بها الله سبحانه وتعالى أو آيات نزول كتابه على نبينا محمد صل الله عليه وسلم، عندما قال تعالى: ( اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق ).
من أسئلة ما قبل القراءة
من أسئلة ما قبل القراءة؟ عند بدايتنا في القراءة نحن لا نقرأ عبثاً بل يجب أن يكون هدفاً واضحاً من وراء قراءتنا لأي كتاب أو موضوع أو قصيدة أو غيرها، ولكن علينا قبل البدء بطرح مجموعة من الأسئلة التي تعتبر مبادئ أساسية وهامة لمرحلة التمهيد للقراءة لهذا الموضوع أو الكتاب لتكون لدينا صورة مصغرة وفكرة بسيطة عن هذا الكتاب او الموضوع، وهنا سنذكر لكم من أسئلة ما قبل القراءة؟
- لماذا أريد أن أقرأ؟ هل أريد التسلية فقط؟ أم أني أريد معرفة أمر ما يتعلق بهذا الموضوع؟
- لماذا أريد أن أقرأ هذا الموضوع؟ وما هو هدفي من هذه القراءة؟
- ماذا أعرف عن موضوع القراءة؟ وهل لدي خبرة عن هذا الموضوع مسبقة؟
- كيف ستكون وجهتي للحصول على المعلومات عن هذا الموضوع؟
- من أين يمكنني أن أصل إلى موضوعي وما يتعلق به؟
- أين سأبحث عن موضوعي هل هو موضوع علمي أم بحثي أم قصصي؟
- ما هي الخطوات والأدوات التي ستساعدني على فهم هذا الموضوع بشكل جيد؟
- عند قراءتي للموضوع هل سأتمكن من فهم هذا الموضوع؟ وكيف يمكنني التأكد من ذلك؟
- عنوان الموضوع الذي أريد قراءته هل له أي إيحاء أو دلالة على شيء معين في عقلي الباطن؟
- هل ما أنا بصدد قراءته علم حقيقي أو قصة حقيقية أم أنه مجرد كتابة من وحي خيال الكاتب؟
- ما الفائدة التي ستعود عليا عند قراءتي للموضوع؟ وماذا اتوقع من نفسي أن تفعل بخصوص هذا الموضوع؟
من أسئلة أثناء القراءة
من أسئلة أثناء القراءة، بعد انتهائنا من مرحلة التحضير للقراءة لموضوع معين، وبعد جميع الأسئلة السابقة، يمكننا البدء بالقراءة والاسهاب فيها ولكن أثناء قراءتنا حتى نتمكن من الفهم الجيد والاستيعاب للموضوع الذي نقرأ عنه، فعلينا الوقوف عند كل فقرة في هذا الموضوع ونطرح على أنفسنا مجموعة أسئلة تسهل علينا عملية الفهم والتوصل للهدف والمعلومة الصحيحة من وراء قراءتنا، ومما يساعدنا على التوقف هو علامات الترقيم المختلفة والواضحة التي يجب أن يكون الكاتب قد ضمنها في الموضوع وأوضح لنا عناوينه الرئيسية والفرعية لنتمكن من تجزئة النص واستيعابه، وهنا نضع بين أيديكم من أسئلة أثناء القراءة:
- ماذا تعني هذه الفقرة؟ وماذا أفهم منها؟
- ما هو العنوان الرئيسي للفقرة؟ وما هي الفكرة فيها؟
- هل تكونت صورة للنص في عقلي ومخيلتي؟
- هل استطاع الكاتب أن يضع بصمته فيرسم صورة لموضوعه في ذهني؟
- هل أنا استوعبت وهضمت هذه الفقرة؟
- هل أنتقل على الفقرة التالية أم أني ما زلت بحاجة إلى قراءة نفس الفقرة مرة أخرى لفهمها؟
- هل تكون لدي عنوان جديد أنسب من وجهة نظري للفقرة؟
- هل باستطاعتي تلخيص محتوى هذه الفقرة بأسلوبي الخاص؟
- هل يمكنني إعادة صياغة هذه الفقرة؟ أو وضعها على شكل نقاط لتكون مرجعاً لي؟
وبعدما ذكرنا أسئلة أثناء القراءة فيما سبق يمكننا الوصول إلى ما يسمى بالقراءة الابتكارية، والتي سنوضحها فيما يلي، في مقالنا هذا.
القراءة الابتكارية
القراءة الابتكارية، بعد أن نسأل أنفسنا الأسئلة في الفقرات السابقة ونجد أن إجاباتنا إيجابية نكون قد وصلنا لمفهوم القراءة الابتكارية، هي قراءة بالنظر والعقل تتداخل معها الانفعالات الخاصة بالقارئ، وذلك من خلال قدرة القاريء على الاستيعاب ومقدرته على تفسير كل حرف من حروف النص المقروء، وفهمه لمعنى هذا النص جيداً، فيكون قد وصل إليه الهدف المنشود من خلال بدئه بربط ما قرأه مع خبراته السابقة عن الموضوع وشعوره وانفعاله تجاه هذا النص فيمكنه أن يحلل النص ويستنتج العبرة، كما يمكنه أن يقوم بالنقد وأن يحكم على النص والكاتب والهدف من النص وذلك من خلال تذوقه للمعنى المنشود من النص، فيصبح باستطاعته حل المشكلة الموجودة في النص أو ما يشابهها في حياته الشخصية، ونجد أن القارئ اتجه نحو الإبداع والتفكير والاندماج مع النص لدرجة انغماسه في هذا النص كما تنغمس (البسكويتة في الشاي حيث تبدأ بامتصاص الشاي ليتغير شكلها وتحتوي الشاي داخل جزيئاتها) كذلك فإن القارئ في القراءة الابتكارية يبدأ بامتصاص كل المعرفة والهدف ليصبح له شكله وكيانه وعقله الجديد الذي تشرب كل المعرفة لينضج فكره، فهو لم يعد مجرد متلقي للمعلومة بل هو يساهم ويبتكر ليجد مفهوماً جديداً للنص المقروء، وتنبع من داخله مكنوناته التي تضفي طابعه الخاص على هذا النص، فيمكنه إعادة الصياغة واستخدام النص بأسلوبه الخاص.
من أسئلة ما بعد القراءة
من أسئلة ما بعد القراءة، وهنا بعد ختامنا لقراءة النص لنكون قد وصلنا لما ذكرناه سابقاً وهو القراءة الابتكارية، يجب علينا ان نسأل أنفسنا مجموعة اسئلة تمكننا من أن نصبح قارئيين ابتكاريين، وذلك من خلال الفقرة من أسئلة ما بعد القراءة:
- هل استطيع تلخيص النقاط والأفكار الرئيسية التي جاءت في النص المقروء؟
- ما هي العناوين والأفكار الرئيسية والأساسية التي تناولها الكاتب في موضوعه؟
- ما هو الهدف الرئيسي من النص؟
- ما هي خبراتي السابقة والتي تتوافق مع هذا النص؟
- ما هو شعوري الداخلي نحو فكرة الموضوع وهل حدث في حياتي الواقعية أمراً مشابهاً؟
- هل كنت قارئ جيد من حيث تسلسلي في القراءة وإجابتي عن أسئلة أثناء القراءة؟
- هل أحتاج إلى موعد جديد لمراجعة هذا النص؟ وهل سيكون موعدي قريب أو بعيد؟
- هل استطعت الحصول على جميع المعلومات التي أريدها من هذا النص؟
- هل كان الكاتب موفقاً بتوصيل المعلومة لي؟
- هل سأكتفي بهذا الموضوع ام أنني سأبحث عن مصدر آخر للقراءة؟
- هل أستطيع صياغة واستخدام الموضوع بأسلوبي المعبر عني وعن فهمي للموضوع؟
- هل أستطيع تقديم المعلومة لغيري؟
لقد تناولنا في مقالنا هذا مفهوم القراءة، وأنواع القراءة، وتحدثنا عن القراءة الصامتة، كما تحدثنا عن القراءة الجهرية، وأوضحنا، ما هي أهمية القراءة؟ وتناولنا ذكر من أسئلة ما قبل القراءة؟ وكذلك من أسئلة أثناء القراءة، وتوصلنا لمفهوم القراءة الابتكارية، كما ذكرنا من أسئلة ما بعد القراءة، هذا ونتمنى أن نكون قد أوصلنا المعلومة بشكل صحيح بسيط سهل الفهم، مع تمنياتنا لكم بقراءة ممتعة واضحة ابتكارية.