من مراتب الأمر بالمعروف التي لا يشترط لها القدرة، هذا سؤال مكرر لدى طلبة المناهج السعودية في كتاب الحديث للصف الثالث المتوسط الفصل الاول، والكثير يبحث عن الإجابة الصحيحة الوافية لذلك، ونتطرق في البداية إلى مفهوم المعروف وهو: ما يستحسن من الأفعال، وكلّ ماتعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه، وهو والتقرب إلى الله والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات.
من مراتب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر التى لا يشترط لها القدرة؟
و الجواب الصحيح هو الانكار بالقلب.
مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قد ذكر الفقهاء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب لابدّ من وجوب تدرجها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب لابدّ من رعاية تدرجها في الأمر كما يلي:
- المرتبة الأولى: مرتبة القلب.
- المرتبة الثانية: مرتبة اللسان.
- المرتبة الثالثة: مرتبة الفعل أو اليد.
1- مرتبة القلب:
والمقصود بها: “أن يعمل الآمر أو الناهي عن المنكر عملاً يظهر منه انزجاره القلبي عن المنكر”، ومعنى ذلك أنّ المطلوب هو إظهار ما في قلب الناهي أو الآمر من حالة بغض ونفور من حالة ترك المعروف أو فعل المنكر بطريقة يفهم منها أنّه يدعوه إلى العودة عن ترك المعروف وفعله والانتهاء عن فعل المنكر، ولابدّ من الإلتفات إلى أن بعض هذه الأعمال يكون أقل حدة من بعضها الآخر ولذا لابدّ من رعاية القاعدة التي سبق ذكرها حتى في نفس المرتبة فيما كان أقل حدة من درجات مرتبة القلب وكان مؤثراً فلا يجوز التجاوز إلى ما هو أشد من نفس الرتبة، ويجب الاقتصار فيها على الدرجة الدانية، فالدانية والأيسر فالأيسر سيما إذا كان الطرف في مورد يهتك بمثل فعله فلا يجوز التعدي عن المقدار اللازم، فإن احتمل حصول المطلوب بغمض العين المفهم للطلب لا يجوز التعدي إلى مرتبة فوقه.
2- مرتبة اللسان:
وهي الأمر والنهي لساناً، والمقصود به الأمر للتارك للمعروف أو النهي لفاعل المنكر بواسطة الكلام بحيث يفهم منه الفاعل أو التارك الأمر والنهي؛ ولابدّ من التنبيه إلى أنّه لا يلجأ إلى هذه المرتبة إلا إذا لم يحتل التأثير باظهار التنفر القلبي وهو المرتبة الأولى:
لو علم أنّ المقصود لا يحصل بالمرتبة الأولى (مرتبة القلب) يجب الانتقال إلى الثانية (اللسان) مع احتمال التأثير،
ولهذه المرتبة كذلك درجات تختلف شدة وليناً فمنها:
- الوعظ والإرشاد والقول اللين، ومع احتمال التأثير بها يجب رعايتها ولا يجوز تعديها إلى ما هو أشد
- (الأمر والنهي) مع علم الآمر أو الناهي عدم تأثير الوعظ والإرشاد والقول اللين ينتقل إلى التحكم بالأمر والنهي ويجب أن يكون من الأيسر في القول إلى الأيسر مع احتمال التأثير ولا يجوز التعدي (لا سيّما إذا كان المورد مما يهتك الفاعل به)
- غلظة القول والتشديد (مع احتمال التأثير به وعدم احتمال التأثير بما ذكر أعلاه) بأن يشدد في الأمر وبالوعيد على المخالفة يجوز له ذلك بل يجب مع الاحتراز من الكذب.
3- مرتبة الفعل:
أو ما يُسمى الإنكار باليد، ولا يصل إلى هذه المرتبة إلا بالعلم أو الاطمئنان بأنّ التأثير لا يحصل بأي من المرتبتين الأوليين وله درجات:
1- الحيلولة: بأن يحول بين الفاعل وبين المنكر بشرط كونها أقل محذوراً من غيرها، ومن صورها التصرف الفاعل كأخذ يده أو رده أو آلة الفعل كالتصرف في كأسه الذي فيه الخمر أو سكينه جاز بل وجب، ومن صورها حبس الفاعل أو منعه من الخروج من منزله جاز بل وجب مع مراعاة الأيسر فالأيسر وينبغي في هذه الصورة الإستئذان من الفقيه الجامع للشرائط.
2- الضرب والإيلام: الظاهر جوازهما مراعياً للأيسر فالأيسر وينبغي أخذ الإذن من الفقيه الجامع للشرائط
3- الجرح أو القتل لا يجوز إلا بإذن الإمام (ع) على الأقوى، ويقوم في هذا الزمان الفقيه الجامع للشرائط مقامه مع حصول الشرائط.
إلى هنا نكون قد أنهينا مقالنا هذا وقدمنا لكم الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح عن مراتب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر التى لا يشترط لها القدرة ألا وهو الانكار بالقلب، ونتمنى التوفيق لطلابنا الأعزاء والإستفادة من المحتوى الذي أرفقناه لكم.