نشأة المكتبات كانت عندما بدأ الإنسان ب، سوف نتناول في هذا المقال عن نشأة المكتبات والسبب الذي دفع الإنسان للسعي إلى نشاتها؛ لما لها من أهمية عظيمة في إثراء المعارف المختلفة للأفراد، والمكتبة هى مؤسسة ثقافية تنشئها الدولة أو السلطات المحلية، وتزودها بكافة الأوعية التي تعين على كسب المعرفة و التثقيف الذاتي الحر، والإحاطة بالمعلومات الجارية المتعلقة بالمجتمع وما يجرى فى العالم من أحداث و تطورات.
والإجابة على السؤال نشأة المكتبات كانت عندما بدأ الإنسان ب هو:
عندما ظهرت أهمية السجلات المكتوبة فى تنظيم العلاقات الإنسانية، كان الغرض من إنشاء المكتبات القديمة هو حفظ الوثائق والأرشيف لتيسير عمليات التجارة أو إدارة الدولة أو بث المعتقدات وتوصيلها إلى الأجيال المتعاقبة،
فالمكتبة كانت دائما ولا تزال ثمرة للتنظيم الاجتماعي والبحث والدراسة، وقد بدأت المكتبة منذ القرن التاسع عشر تقوم بمسؤولياتها نحو عامة الناس بواسطة النخبة أو الصفوة، ولعل ارتباط المكتبة بالصفوة قد أكسبها مكانة مرموقة أصبحت المكتبة جزءًا من الهيبة التي أضافها بعض الحكام على أنفسهم مثل (بطليموس وشارلمان) اللذان قاما بتأسيس المكتبات لاهتمامهما بالأدب والمعرفة؛ وقد جذبا إلى هذه المكتبات علماء وباحثين لتجميع المواد وحفظها وتنظيمها.
تاريخ نشأة المكتبة العامة
- المكتبة العامة في الحضارة العربية الإسلامية
كانت المكتبات العامة في الإسلام من أهم المؤسسات الثقافية والإجتماعية والتي يفتخر بها الإسلام في الوقت الحالي، وكثرة ارتيادها واستخدامها دليل على ثقافة الشعب وتعلّمه وحبه للعلم وكانت هذه المكتبات منتشرة في معظم أنحاء البلاد الإسلامية، وكثيراً ما كانت تقدم الحبر والورق مجاناً للقراء، كان في قسم كبير منه مرشدون يساعدون القراء في الحصول على المصادر والكتب، والمطالعة فيها حُرة، وكان بعض من العلماء والوزراء يقفلون مكتباتهم على مدنهم فقط، وذلك كما فعل صاحب بن عباد الذي أوقف مكتبته على مدينة الري فأصبحت مكتبة عامة، ومن هذه المكتبات التي أنشأها أبو علي بن سوار الكاتب في زمن عضد الدولة البويهي، فقد بنى دار الكتب رام هرمز على شاطئ الخليج العربي، وبنى أيضاً داراً أخرى في البصرة وجعلوا فيها أُجَراء على من زارها ولزم القراءة والنسخ فيها، أما مكتبة بني عمار في طرابلس فاهتم بها بنو عمار بالعمل على تنميتها وكان لهم وكلاء يطوفون العالم الإسلامي بحثاً عن الكتب والمخطوطات النادرة وكانت مزخرفة بالذهب والفضة، وقيل أن عدد كتبها وصل إلى ثلاث ملايين مجلد إبان عزها ومجدها منها خمسون ألف نسخة من القرآن الكريم وثمانون ألف نسخة من التفاسير، إلا أنه قد أحرق الصليبيون هذه المكتبة ابان احتلالهم لطرابلس عام 1009م، وهناك من يعد مكتبة بيت الحكمة في بغداد ودار العلم بالقاهرة من المكتبات العامة، وكانت المكتبات الإسلامية من أهم المؤسسات التي كان لها الدور الأكبر في نشر الثقافة والمعرفة، وارتبط ظهورها بعوامل عديدة وهي:
- ظهور حركة التدوين التي اهتمت في بدايتها بتدوين الأحاديث والسيرة النبوية، ثم اتجهت الى تدوين التراث العربي الإسلامي.
- ظهور حركة التأليف.
- ظهور حركة الترجمة.
- انتشار الورق وظهور طبقة الورّاقين.
- اتصال المسلمين بالحضارات الأجنبية التي كانت منتشرة في مختلف البلاد التي تم افتتاحها.
- المكتبة العامة في أوروبا
تمثل المكتبات العامة الأوروبية أحد مصادر الثقافة الأوسع في أوروبا الحالية الحديثة، ومصطلح المكتبات لم يظهر في أوروبا إلا في أواخر القرن التاسع عشر، وتقع المكتبات العامة في أوروبا في فئتين كبيرتين تسمى الأولى”مكتبات البحث”أو”المكتبات العلمية” والثانية تسمى”المكتبة الشعبية” وقد تطورت فكرة المكتبة العامة عبر العصور وعلى إثر عوامل عديدة لأن الثورة الصناعية قد جذبت أعداد كبيرة من العمال الصناعيين إلى المدن، فظهرت الحاجة إلى تثقيفهم ثقافة مهنية وثقافة عامة، مما أدى إلى تأسيس مكتبات مهنية وعامة.
أهمية المكتبات
- تلعب المكتبات دورا كبيرا في تنمية روح الشخص نحو القراءة ، حيث يغري منظر الكتب المصفوفة على الرفوف الشخص للاطلاع عليها.
- تساهم المكتبات في حفظ التاريخ البشري ، وتساهم في تسجيل الاكتشافات التي يكتشفها العلماء على مر العصور.
- توفر المكتبات للأشخاص الغير قادرين على شراء الكتب والموسوعات الضخمة إمكانية الاطلاع على الكتب بشكل مجاني.
- تؤمن للطالب العديد من المصادر والمراجع والتي يستطيع توثيقه وهو مطمئن من صحتها وصدقها.
- تساهم المكتبة من خلال المؤتمرات التي تعقد بين جدرانها في مناقشة قضايا المجتمع وإيجاد الحلول لها.
- تعد من أهم وسائل التواصل بين الناس ، حيث يلتقي المثقفون في قاعاتها يتناقشون في الكتب التي يقرؤونها.
أنواع المكتبات
للمكتبات أنواع عديدة ، ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص ومميزات تختلف عن باقي الأنواع ومن أبرز أنواع المكتبات :
1- المكتبة الوطنية : وهي المكتبات التي تقوم الدولة بإنشائها، ويمنع إخراج الكتب منها وإعارتها، ويكون الإيداع القانوني فيها شرطا إجباريا يلزم به الناشر أو المؤلف، أو المطبعة، والتي يجب أن تزود المكتبة بعدة نسخ مجانية.
2- المكتبة العامة : وهي المكتبات التي توفر جميع أنواع الكتب للناس، وبإمكان أي شخص الدخول إليها، وقراءة أي كتاب موجود فيها دون أي قيد أو شرط.
3- المكتبة المتخصصة : وهي المكتبة التي تختص بنوع واحد من أنواع المعرفة، كالجانب الأدبي أو الجانب التاريخي أو العلمي أو الفلسفي أو أي جانب من جوانب العلوم الأخرى، وتكون هذه المكتبات تابعة لجهة معينة، وتكون النوع الذي تقدمه متعلقا بنشاط المؤسسة.
4- المكتبة المدرسية : وهي المكتبة المتواجدة في كل مدرسة ، وتضم هذه المكتبة عددا من الكتب التي تتناسب مع المرحلة الدراسية للمدرسة ومناهجها.
5- المكتبة الخاصة : وهي المكتبات التي تقوم العائلات في إنشائها في منازلها، ويعد هذا النوع من أقدم أنواع المكتبات.
6- المكتبة الجامعية : وهي المكتبات التي تغطي كافة الاختصاصات التي تدرسها الجامعة، حيث تحتوي على كمية كبيرة من المصادر والمراجع التي تقدم الفائدة للطلاب.
7- المكتبة الفرعية : وهي المكتبة التي تساهم في توفير الخدمات الثقافية للباحثين الذين يجدون صعوبة في أخذ المعلومات من المكاتب العامة.
8- المكتبة المتنقلة : وهي عبارة عن مكتبة توضع في عربة تتنقل من مكان لآخر لتغطية الأماكن التي لا يوجد فيها مكتبات.
9- المكتبة الإلكترونية : ويعد التقدم التكنولوجي الذي شهده هذا العصر سبب ظهورها ، وتعد من أسهل المكتبات استخداما وبإمكان الباحث الاستفادة منها متى ما أراد.
إلى هنا نكون قد قدمنا لكم طلابنا الأعزاء الذي يتناول السبب في نشأة المكتبات،ونتمنى أن يكون هذا المقال قد حاز على إعجابكم واستفدتم من محتوياته.