نزلت سورة الحجرات في الصحابيين

نزلت سورة الحجرات في الصحابيين، تتحدث السورة عن عدة مواضيع تتعلق بالآداب والأخلاق، ومن هذه المواضيع أدب التعامل مع الله ورسوله، والتعامل مع الفسقة والتثبت من الأخبار، وقتال الفتنة بين المسلمين والصلح بينهم وقتال الفئة الباغية، والنهي عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، والنهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة، وتذكير الناس بأصلهم وأن التقوى أساس التفاضل، التفريق بين الإسلام والإيمان، وبيان معنى الإيمان وأنه منة من عند الله، وسوف نبيّن في هذا المقال عن فيما نزلت سورة الحجرات في الصحابيين وذلك لورود هذا السؤال في المناهج التعليمية.

نزلت سورة الحجرات في الصحابيين؟

و الجواب الصحيح هو الصحابيين:

  • ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وذلك بسبب ارتفاع اصواتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم.

أسباب نزول سورة الحجرات

أسباب نزول سورة الحجرات
أسباب نزول سورة الحجرات

تتعدّدت أسباب النزول في سورة الحجرات حسب مناسبة الآيات، وهي على النحو الآتي:

  • قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)؛ سبب نزول هذه الآية اختلاف الصحابيّان الجليلان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فارتفعت أصواتهما أمام النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، جاء في الحديث الذي يرويه عبد الله بن الزبير: (أنه قَدِمَ ركب من بني تَميمٍ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال أبو بكرٍ: أمِّرِ القَعْقاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرارَةَ، قال عُمرُ: بل أمِّرِ الأقْرَعَ بْنَ حابِسٍ، قال أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، قال عُمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتَمارَيا حتى ارتفعت أصواتُهما، فنزل في ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا) حتى انْقَضَتْ).
  • قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)؛ سبب نزول هذه الآية أنّه جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل (يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: (اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ «لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ).
  • قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)؛[٧] سبب نزول هذه الآية أنّ الحارث بن ضرار من بني المصطلق (وهو والد زوجة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-) قَدِمَ على رسول الله فدعاه إلى الإسلام فأسلم، ودعاه إلى الزكاة فأقرّ بها، وقال: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام ودفع الزكاة، فمن استجاب وأسلم جمعت زكاته. واتفق مع الرسول -عليه الصّلاة والسلام- على ذلك.

فلما جمع الحارث الزكاة ممّن أسلم واستجاب له وحان موعد إرسال مبلغ الزكاة كما اتّفق مع رسول -عليه الصّلاة والسّلام- تأخر الرّجل على الرسول ولم يأته، فظنّ الحارث أن أمراً قد حدث، فدعا كبار قومه فقال لهم: إنّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام اتفق معي على أن يرسل إليّ رسولاً ليقبض ما جمعناه من الزكاة، ولم يُرَف عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام إخلاف الموعد، واقترح أن انطلقوا بنا نأتي الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وكان الرسول قد أرسل الوليد بن عقبة رسولاً إلى الحارث ليجلب ما كان عنده من مال الزكاة، فلما سار الوليد بن عقبة حتى وصل قريباً من بني المصطلق خاف، فرجع إلى رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وأخبره أن الحارث رفض دفع الزكاة وأراد قتله، فغضب الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- فأمر الرسول بإرسال بعث إلى بني المصطلق لتأديبهم، وكان الحارث قد توجّه إلى المدينة لما تأخّر الرجل المُكلَّف بأخذ المال، فالتقى الحارث مع البعث المُتوّجه إليه خارج المدينة فسألهم عن وجهتهم فأخبروه أنهم ذاهبون إليه لأنّه منع الزكاة وأراد قتل الرجل الذي كلّفه الرسول بأخذ أموال الزّكاة، فأنكر ذلك وذهب إلى رسول الله، فلما دخل الحارث على الرسول عاتبه وراجعه أنك فعلت كذا وكذا، فأنكر الحارث، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة.

موضوعات سورة الحجرات

موضوعات سورة الحجرات
موضوعات سورة الحجرات

تورد سورة الحجرات في سياق آياتها الكلام في عدّة موضوعات أخلاقيّة، منها ما يأتي:

  • مُخاطبة المؤمنين بألا يقولوا على الله ورسوله في دين الله بما لا يعلمون، وأن يتّقوا الله سبحانه وتعالى.
  • توجيه الصّحابة إلى ضرورة توقير الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- وعدم رفع أصواتهم عند رسول الله.
  • التأدّب مع الرسول الكريم وعدم مُناداته من وراء الحجرات. توجيه المسلمين بالتوثّق من الأخبار قبل نقلها؛ حتى لا يُؤدّي إلى الفساد وإيقاع الأذى بالناس.
  • تفضيل الإيمان وفضله، وإنعام الله على المسلمين بتفضيلهم الإيمان على الكفر، وتزيينه الإيمان في قلوب المؤمنين.
  • الحديث عن قواعد الخلاف في الإسلام بين المؤمنين والطريقة الإيمانيّة الصحيحة في التّعامل معها ومُعالجتها. النهي عن السّخرية من الآخرين.
  • النهي عن إطلاق الألقاب ومُنادة الناس بألقابهم. توجيه المسلمين بالبعد عن الظنّ والتجسّس على الناس والغِيبة التي مَثَّلت لها الآيات بأبشع الصّور؛ فالذي يغتاب الناس كمن يأكل لحم أخيه الميت.
  • تعريف الناس بميزان التّفاضل بينهم وهو التقوى. الله سبحانه وتعالى جعل البشر شعوباً وقبائل بهدف التعارف وتبادل الخبرات البشريّة مُتعدّدة النفع، لا التمييز والعنصريّة.
  • أعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان الإيمان بالله سبحانه وتعالى. علم الله سبحانه وتعالى واطّلاعه على كل ما يحدث في الكون.

إلى هنا نكون قد وضّحنا لكم السؤال المطروح نزلت سورة الحجرات في الصحابيين؟وهما ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب،

ونتمنى أن يكون هذا المقال قد حاز على إعجابكم، واستفدتم من المعلومات الإضافية القيّمة المرفقة لكم في هذا المقال.

Scroll to Top